منذ 95 سنة بالتمام والكمال فى 2 يناير 1920 ولد إسحاق أزيموف أو عظيموف كما نكتبها نحن العرب، هو من وجهة نظرى أعظم وأروع من كتب فى تبسيط العلوم فى العالم، أكثر العلماء سلاسة فى الكتابة والعرض والإبداع والمذاق الأدبى، هو فى الأساس عالم كيمياء حيوية، هذا العلم الذى أعتبره عماد التقدم الطبى وساقه التى يقف عليها مع الساق الأخرى وهى علم الفسيولوجى، إذا أردنا زرع الثقافة العلمية فى عقول الشباب فلننشر ولنوزع فى مكتبات المدارس كتب وروايات الخيال العلمى لإسحاق أزيموف، أكثر من خمسمائة كتاب ألفها هذا العملاق فى غزارة وتنوع وعمق قلما يحدث مع كاتب آخر خاصة العلماء، تعالوا نخرج من نبوءات المنجمين التى تملأ شاشات فضائياتنا ونتعرف على ملمح من عبقريته التى لم تكتف بالماضى العلمى التاريخى فقط، ولكنها اهتمت بالنبوءة فقد كتب فى الـ«نيويورك تايمز» منذ خمسين عاماً 1964 مقالاً يتنبأ فيه بماذا سيحدث من تقدم علمى وتكنولوجى، وكأنه يقرأ الغيب وقد ترجمه د. محمد صبرى يوسف وبيشوى خليفة، كتب أزيموف متنبئاً: وحدات المطبخ ستكون مصنوعة لإعداد «وجبات أوتوماتيكية»، تسخين المياه وتحويلها لقهوة، تحميص خبز، قلى، سلق أو قلى بيض، شواء لحم. وجبات الفطور «ستُطلَب» فى الليلة السابقة لتكون مجهزة فى ساعة بعينها الصباح التالى. الاتصالات ستكون مرئية وسمعية وسوف ترى وتسمع من تحدثه على الهاتف، الشاشة ستستخدم لا لرؤية الأشخاص الذين تتحدث معهم فقط بل أيضاً لمراجعة الوثائق والصور وقراءة الكتب، الأقمار الصناعية فى الفضاء سوف تتيح لك إمكانية الاتصال المباشر بأى بقعة على الأرض، بما يتضمن محطات الأرصاد الجوية فى القارة المتجمدة أنتاركتيكا. البشر سيستمرون فى السحب من الطبيعة لصناعة مناخ يناسبهم أكثر، لوحات الكهرباء ستكون فى استخدام منتشر، الأسقف والحوائط ستتوهج برفق، وبألوان عديدة ستتغير بضغطة زر. الروبوتات لن تكون شائعة ولا جيدة جداً فى 2014، لكن ستكون موجودة. الأجهزة فى 2014 لن تحتوى على أسلاك كهربية بالطبع، سيتم تشغيلها عن طريق بطاريات طويلة الأمد تحتوى على نظائر مشعة. الطرق السريعة فى العالم المتقدم ستكون وصلت لذروتها فى 2014؛ سيكون هناك تشديد متزايد على النقل بحيث يحدث أقل احتكاك مع سطح الأرض. مركبات مزودة بـ«ذكاء اصطناعى».. يمكن ضبطها لأجل مسافات معينة.. والتى سوف تصل إليها بدون تضارب مع ردود الفعل البطيئة للسائق البشرى. شاشات حائط ستكون قد حلت مكان الشاشات العادية، لكن سرعان ما ستظهر المكعبات غير المرئية حيث الرؤية ثلاثية الأبعاد ستكون ممكنة. تعداد سكان العالم سيكون 6 مليارات و500 مليون وتعداد سكان الولايات المتحدة سيكون 350 مليوناً. الزراعة التقليدية ستستمر بصعوبة كبيرة وسيكون هناك «مزارع» تتحول لكائنات حية دقيقة أكثر كفاءة، الخميرة والخضراوات المُصنعة ستكون متاحة بنكهات مختلفة. عالم 2014 سيحتوى على وظائف روتينية أقل، التى سيكون من الأفضل ممارستها عن طريق البشر وليس الماكينات، كل طلاب الثانوية سيدرسون أساسيات تكنولوجيا الحواسيب وسيصبحون محترفين فى استخدام لغة البرمجة. البشر سيعانون بشدة من مرض الملل، وباء ينتشر بشدة أكثر كل سنة ويتفاقم بقوة، وسيترتب على هذا عواقب عقلية، عاطفية، نفسية خطيرة، وأنا أخشى القول إن الطب النفسى سيكون أهم تخصص طبى فى 2014.